ـ 1 ـ
شدّوا وثاقي ليس أندحرُ
شدّوا الخناقَ وكفّنوني ليس أحتضرُ
شدوا وثاق كِنانتي ..
فنبالها حرّى لسكبة دمعة
تهمي وتنهمر
شدوا وثاق يراعتي فمِدادها
يمضي بلا وجَلٍ ، بلا وهْنٍ وإذعانٍ بلا
خَفَرٍ إلى شريان قافيتي
شدوا وثاق الرّوح في جسدي المشظّى ليس ما
في الجرح من دغَلٍ سوى
وخْزٍ بأحشائي ، وتهشيمٍ، وتحطيمٍ لألْويتي التي
ارتفعت على هامات جمجمتي
ـ 2 ـ
شدّوه في كثبانيَ الثكلى ..
في حقليَ المزروع ألغامًا..
وترجيعًا لنايات شدَتْ في عرس مذبحتي
شدوا وثاق صحائفي..
شدوا وردّوها رُقاقاتٍ جرى
في وجهها الورْديِّ نسْغٌ من ندى رئتي
شدوا وثاق مساكبي ..
فبطونها حبلى وفيها الحَمْلُ
صاروخًا سينفجرُ
ما همُّ شرياني المسافرِ في الثرى
يستافُ طعْمَ العزّ َمِنْ
حبّات سنبلتي
ـ 3 ـ
ماذا أقول وسادتي
ناموا وفرْشهُمُ البراعمُ والكناراتُ اللواتي هدّهُنَّ
الصّمتُ والإنصاتُ يا ذُلَّ الحناجرْ!
يا ذُلَّ آذانٍ تخطّتهُنَّ قرقعةُ الخناجرْ !
ماذا وأمجادي على شُطآنها ..
حطّت نواطيرُ الزوايا والدّساكرْ
قد كنتُ .. بل كنا وكانت شعلةُ الأحلام
تُدنيني كمرآةٍ ترى
في وجه أيامي مرايا كل أزمنتي
قد كنت أحبو نحو أشرعتي
أكبو هنا..
أغفو هنا ..
أصحو وأُدنيني من الشامات حيث الشمس
تسترخي على أطراف قبعتي
قد كنتُ إسوارات ليلى آنَ حلَّ الذئبُ منديلا
علا أغصان زنبقة
كنتُ الكنيسةَ ..كنت ناقوسًا يُناجي اللهَ في
الأسحار .. في الأمساء ..عند الظهر..
عند العصر من أفواه مئذنتي
ـ 4 ـ
يا من تجاسرتم على ترويض سبّحتي
سجّادتي..
سئمت من الدّجَل المضمّخ أذرعات السّجدةِ
هيّا بنا ..
هاتوا بنادقكم .. وهاتوا كلَّ ما
في الجعبة الزرقاء من
خيرات مملكتي
هاتوا تروسَكُمُ وهاتوا كلَّ مدرعةِ
هاتوا النصالَ وكوّموها في رُباي هنا على
عجْزي على ردفي على
أكتاف خاصرتي
هاتوا الوثائق والدفاتر والقراطيس التي
هرئت..
هاتوا الطروسَ الفاحماتِ الناعباتِ
الناعياتِ المُثقلاتِ بِمَهْرِ إمضاءاتِ
أهل العهْر ..أهل الغدر والخذلانِ
والخُوّانِ من
أعراب قوم اللاة والعُزّى ..ملوكِ
النفط مَنْ سكِروا ، ومن ثملوا على
أعواد مشنقتي
والله ما كانت جمارُ الجور
تكويني وتلذعني ، وتكوي أضلعي ..
تكوي الترائبَ والحنايا والحشى
إلا استويتُ كما استوى
العصفورُ مذبوحًا ومزهوًّا من الألمِ.
ـ 5 ـ
يا من تمرَّسْتُمْ على تهديم أقبيتي
يا من تسابقتم إلى تهشيم أجنحتي
ألعلّكم تشكون قدْحَ شرارتي !؟
تشكون نيرانًا خبَتْ في
حضن محجمتي ؟
ماذا أناديكم تُرى؟
ماذا أُسمّيكُم لئن فتّشتُ في القاموس عمّا
قد يليقُ بكم فيا ويلاه لا..
أدري أتحوي كل هاتيك الصحائف
يفي أوصافكم
شيئًا يُواسيني ويكفيني؟!
ـ6 ـ
مهلا حكاياتي أنا..
مهلا صباحاتي مساءاتي غُدُوّاتي إلى
الآلام بل..
مهلا حُداءاتي
مهلا فهلا اغتيلت الّلاءات فوق الصيد من
قامات راياتي؟!
عودي وكوني شامتي السمراء خدّا
يجمع الوردات من أسمال أضرحتي
عودي وكوني غفوة العين استاكانات كوتها
السالفاتُ الغرُّ تهجيداتِ سوسنةِ
عودي لئن عاد النّشامى من مخادعهم..
ألله ما هذا وما ذاك الذي
يعلو صدورهُمُ..؟!
إن أحكموا شدَّ الوثاق وقطّعوا
أوصالَ أوردتي؟
ماذا أقول لَبِئْسَهُمْ؟؟ :
عبّأتُ أيامي وأعوامي وأنّاتي ببيتٍ
من قوافي الشعرِ
معْ كلِّ الزُّحافاتِ
كرْمى لأعين سادة عاموا وغاصوا
في الملذّاتِ
عبّأتُ عمري في خوابي الزيت
صونًا للشقيقاتِ لكي
أُعفي زُناةَ العصر من ثقْلِ المهمّاتِ
وجرعْتُ مُرَّ النائبات ولا أرى
إلا هتافاتٍ وأرتالَ السلاماتِ
شكرًا وشكرًا للتّحيّاتِ ..!!
ـ 7 ـ
شدوا وثاقي ليس أندحرُ
شدوا العزيمة سادتي..
يا غيرةَ الدين انتشَوا..
فبكارتي افتضّتْ على مرآهُمُ ..
افتُضّتْ وما رفّتْ جفونُ
التاج فوق الهامة الصّماءِ
.. يا أللهُ .. مِن
أيام ذِلّتكم لهذا الخطْبِ
هذا العار أنتظرُ!
ـ8 ـ
عفوًًا لشتمكُمُ .
عذرًا لئن قصّرتُ ما ظني أحبكُمُ !
شدوا وهاتوا ما استطعتم إنني
أهوى التشرنقَ في خيوط قضيتي
أهوى الممات بكل عزٍٍّ مثلما
تهوون أن تحيـــوا بكل مذلّة
إن شئتمُ شقوا ترائب فتيتي
ليفــوز كلٌّ منكـُمُ بهديّــةِ
مقياسها خمسون من ذاك الذي
أُهْدى لبوشٍ في عـراق العزّة
بئساكُمُ هذي العروبة إنها
شقيَتْ بتيجـان الخنى والخسّة
ها صوتنا العربي يهدر كلما
تتلبّسون ثيـــابَ أهل العفّة:
نفديك يا فْلِسطينُ بالمهج التي
تُفدى لتربة من يمــوت بغزّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق