نِعْمَ الحذاءُ حذاؤكم يا منتظرْ
شرُفتْ به الأعرابُ بدوًا والحضرْ
سلِمَتْ يداك فما أتيتَ وما الذي
سطّرتَه يا صـاحِ أدْهَشَ مَنْ نظرْ
ليمينك الغرّاء تقذف بالذي
في رجلك الشّمّــاء يسخر بالقدر
***
عفوًا صديقُ فبعد رميتك التي
نهضت لتعلن بالمفيــد المُختصر:
رمْيُ الحذاء بوجه بوش والذي
أقعــى بقربه خيـرُما فَعَل البشر
والرّجْمُ للشيطان من حجّاجنا
أضحــى بفعلتك النبيلة مُحتَقَـر
وكذلك الجزّار بوشٌ بعدما
لاقى الذي لاقى فحسبُهُ يُحْتَضَــر
وعروش أزلام العروبة إنما
هزلت وهذا السوس فيها قد نخـر
وانحطّ شأن الخافضين رؤوسهم
ذُلا وهيهــات الجرائمُ تُغْتَفَــرْ
***
تيهًا عريسَ الرّافدين فقد غدا
نفَسُ الحذاء سليلَ أنفـاس الحجر
يحدوهما رَفْدُ العروبة كلما
حاقت بها الأرزاءُ واشْتَدَّ الخطـر
ماذا تُرى هذي العروبةُ ترتجي
من قوم ذبيـانٍ وقيسٍ أومُضَـرْ
هذا كَسَمّارِ العشايا يعتلي
فرشًا وكرسيًّا ويوغلُ في السمـر
وهنالك السيّافُ يُلقي للذي
يشقى من البلوى بأشداق الحُفَـر
تحلو الليالي ما صفَتْ أحلامُهُ
أو مـا حلا أو طال بالقوم السهر
خمسين في خمسين من أعوامنا
خــانوا وأزروا بالمواعظ والعبر
ساروا بركب الخانعين وجلُّهم
مــا بين سمسـار وخوّان غدر
ذلّوا وهانوا واستكانوا كلما
طاغوتُ هذا العصر شوكتَهم كسر
واستعذبوا الذّلَّ الذي من أسْنِهِ
شربوا فبئساهم: هيــاكلُ أم صور!؟
بِئْسَ الأعاريبُ الأولى مِنْ دَأْبِهِمْ
عقدٌ إذا هُزِمـــوا لأعلى مؤتمر
***
يا سيّدَ الفرسان مُهرتُكَ التي
صهلتْ فمن إلاك صَهْوَتَها اعتمر
وعروسُ دِجلةَ والفراتِ ونينوى
لا ليس غيرُكَ مَهْرَها الغالي مَهَرْ
ونخيلُ بغدادَ انحنى من زَهْوِهِ
يُهْدي لنا الرّطْباتِ من أحلى ثمر
والطّفُّ أَوْمَأَ للسّماء بسيفه
فانْشَقّتِ الغيْمـاتُ وانْهَمَرَ المطر
والليل ولّى في العراق وما الذي
نلقــاه إلا نور فجْرٍ قد بهــر
وعساه في أرض القداسة أو على
هامــات أهراماتنا الثكلى ظهر
وبكلٍّ أرضٍ يستبيحُ ترابَها
أولادُ نيرونٍ وأحفـــادُ التتـر
لتهبَّ أحذيةُ الخليقةِ كلِّها
ترمي وترجمُ كلَّ مكّــارٍ مَكَرْ
وتطير من خلَلِ الرّغام شرارةٌ
من ومضتيها يطلعُ الصُّبْحُ الأغَر
إذْ ذاكَ يُزْهِرُ ما بذرْتَ من الذي
ناثرْتَ في أرض العروبة منتظر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق